يكشف واقعنا اليوم عن فعالية المناهج والأساليب المنهجية في بناء حياة المجتمعات واقتصاد الدول، من خلال حجم المنافع التي جنتها كثير من الدول التي أولت المناهج التربوية والتعليمية والبحثية اهتماما بليغا، ورصدت له ميزانيات هامة.

وفي هذا السياق وحرصا منها على تدريب إطارات المستقبل، برمجت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مقياس المنهجية في كل التخصصات العلمية التي تحتضنها الجامعة الجزائرية، من أجل تلقين المناهج والمعارف العلمية الدقيقة والأكاديمية للطلبة لا سيما في السنوات الأولى من التحاقهم بالجامعة. ومنها هذا المقياس الذي لا يستغني عنه الباحث في مجالات العلوم الانسانية والاجتماعية وبالخصوص في شعبة التاريخ بكل تخصصاتها، إنه مقياس منهجية وتقنية البحث التاريخي .1.

يندرج مقياس منهجية وتقنية البحث التاريخي .1. ضمن مقرر دروس السداسي الثالث الموجه لطلبة السنة الثانية تخصص تاريخ عام (نظام ل. م. د.)، وهو يقع ضمن وحدة التعليم المنهجية، حيث يواصل الطالب فيها تكوينا على سداسيين يجمع بين النظري والتطبيقي(الأعمال الموجهة)، ويكون التقييم فيها مناصفة (50% للتطبيق و50% للامتحان)، أما معامل المقياس فهو درجتان(2).

ويركز مقرر المقياس في هذه المرحلة من التكوين على تمكين الطالب من معرفة معنى التاريخ ومكانته، والفائدة من دراسته والبحث فيه؛ كما يعرّف بالعلوم المساعدة أو التي لها صلة بالتاريخ، ويقف على وجه إفادتها بالنسبة للباحث الذي يتشوف لفهم التاريخ ووقائع الزمان؛ كما يبصّر الطالب بضرورة العمل بأخلاقيات البحث التاريخي من خلال التزام الأمانة العلمية في الكتابة التاريخية ونشد الحقيقة والبحث بموضوعية.

وبهذا فمحتوى المادة أو برنامج السداسي حسب ما تقرر من حصص تدريسية لهذا الموسم(2021-2022)، وكما جاء في جذاذة التكوين يكون البرنامج الذي يوافق الحصص الخمس على النسق التالي:

1-علم التاريخ:

1)    التعريف.

2)    المكانة.

3)    مجال البحث.

2-علم التاريخ عند:

1   الغرب من هيرودوت إلى توينبي.

2   العرب من الطبري إلى ابن خلدون.

وللإشارة فإن ما جاء في هذا السند البيداغوجي جاء ميسرا للطالب على ما في مفردات المقياس من سعة في المعارف والمراجع، مع صعوبة تلخيصها بالكلية، وإنما تم التركيز على المعارف الأساسية التي يجب تقديمها للطالب، وقد وضعت محاضرات المقياس مفصلة مستوفية لكل محاور البرنامج تحت تصرف الطلبة